أرض الأحلام

أرض الاحلام وأرض العلم , بلاد الحرية والديموقراطية , وبلاد المحرمات وبلاد الكفار 😀 ….الخ

اين هي امريكا من هذه التصنيفات التي لا تنتهي وكيف هي بعيون الاخرين !؟

تستطيعون بكل بساطة اختيار كلمة او كلمتين لوصفها كما تحبون ..

لكني لن اصفها في كلمتين او سطرين ..

بلاد غربة ولا تشعر فيها بالغربة .. تستطيع ان تتساوى بسهولة مع مواطنيها منذ لحظة قدومك اليها

ان لم تسمح لعالم الافكار داخلك ان يتاقلم مع عالم الاشياء حولك لا فائدة من تغييرك لمكانك في هذا العالم , لن تستطيع مهما حاولت ان تجمع افكارك لرسم صورة واحدة واضحة عميقة ثابتة كما جعلك الاخرون تعتقد !!   فلا تنظر للاشياء بعيون الاخرين حتى تراها بنفسك فتتكون صورتك المميزة في عقلك انت لما تعيشه , لا تحاول ان تنقلها كما هي لغيرك لانك لن تستطيع ذلك .. فلا تجبر الاخرين على التأطر داخل عقلك بأن تنصحهم بحسب تجربتك وتجبرهم على إتباع آرء تعتقد انها الاصح في مخيلتك .

 اعترف ان هذا الاسلوب في التفكير سبب لي الكثير من المشاكل والارتباك فكل منهم يدعي انه الاصح وأن تجربته تعمم وقابلة للتداول غير قابلة للنقاش او الخطأ بحكم انها تجربة من أرض الواقع !!

لكن القرار لك وانت المسئول عنه باختلاف ظروفك عنهم وظروفهم عنك , وكلٌ باجتهاده لذلك وجب التنويه .

1- مسئولية نقل التجربة للاخرين :

يؤرقني كثيرا عندما اتذكر ما مررت به من تجربه ان لا انقلها لغيري وهنا ساحاول نقل أهم ما لدي وما استفدت منه لكم .

عندما تستوعب الهم الاكبر الذي شرحته سلفا عند طلب المشورة فتذكر انك تطلب المشورة من الاخرين لا التوجيهات والقوانين فانت لست مجبر او ملزم على عمل ما يقدمونه لك لأنك وحدة ستتحمل نتيجة قرارك , هذه الخطوة الأولى التي تجعلك تتخذ القرارات الاصح , ظروفهم تختلف عن ظروفك وخياراتهم تختلف عن خياراتك .

لا تعتمد على الاخرين كلياً والعكس صحيح لن تستطيع الاعتماد على نفسك في كل شي ,وازن بين هذا وذاك .

المعلومات والبيانات هي أهم موجه وأهم عنصر تستطيع من خلاله اتخاذ القرارات الصحيحة في حياتك وخاصة في هذه الفترة التي تحدد طريقك للمستقبل فلا تجعلها من مصدر واحد , قدر المستطاع اصنع مصادرك واخلق التنوع بها .

هناك من صنع لنفسه حياة جديدة تليق به وهناك من جعل من حياته السابقة مكمل لما هو عليه وهناك من يعيش في قوقعة عقله فيعيش مكدر لنفسه ولمن حوله ابتعد عن الاخير قدر المستطاع واستفيد من خبرة الأول و اطلب المشورة من الثاني .

 الحياة الاجتماعية الأمريكية مهمة جدا فلا تهمشها أبدا , ومن جهة أخرى لا تجعلها همك الأوحد .. انتبه .

ان لم تأكل ما يأكله الامريكيون وتتحدث كما يتحدثون وتفكر كما يفكرون لن تستفيد من وجودك بينهم شيء , لانك بالتأكيد لست هش الشخصية او بدون دين او خال من القيم او بدون عقل , اترك عنك وهم الضياع ووهم الخوف واحسن التفكير وخذ ما يفيدك واترك زبد البحر لهم فلا اعتقد انك وصلت لبلادهم طلبا للعلم ان لا تميز المفيد و المهم وبين الهش و الوهم  .

اصنع تجربتك واحسن استخدام الأدوات حولك فسيسخر لك مما تحتاجه وما لا تحتاجه بشكل كبير ,  استغل كل شي حولك لصالحك لتصنع اسم يليق بك وبوالديك وبوطنك .

2- مسئولية من أنت ومن أين اتيت ؟

مسئولية جديدة لم تكن تتخيل كيف ستتعامل معها حتى تتواصل مع اشخاص مختلفون عنك فتجد نفسك مسئول عن وصف مكانك وقيمك ومعتقداتك وافكارك رغما عنك لنكون لهم عيون ثقافتك وحاضرك ووطنك وعائلتك , فلا تناقض نفسك , ستكون مسئول عن وصف وطنك ومدينتك ومنزلك بما يليق بك .

مشكلة ازلية يعاني منها المبتعثون : يطالبون الآخر بتقبلهم بكل محاسنهم وعيبهم ولا يحاولون تقبل الاخر  !!

 ملاحظة مهمة : ان تتقبل الاخرين لا يعني ان توافق على كل شيء يفعله ويعتقده ويفكر به , مجرد قبولك لمن حولك يخلق السلام داخلك ويصنع لك مكان وقيمة لما تملكه انت .

3- مسئولية التعريف عن تاريخك ولغتك :

الإخلافات التي تتشكل بمجرد وصولك إلى أرض جديدة تخلق عندك مسئولية لم تكن موجودة لديك , وتجعل منك مسئول عن هذا الاختلاف . قلة ادراكك او معرفتك لما تملك يضعف من قيمته ويجعله مهمش ينعكس عليك كما هو ظاهر تماما .فاجعل ما تملكه جميل , الى جانب أن البعض يطلب منك مبرر لعاداتك في بلدك وكلنا نعلم ان العادات لا مبرر لها في كثير من الاحيان .. فإن كان ولا بد اصنع انت المبرر واجعله مقبول وجيد وأفخر به وبما تعيشه فتراكم العادات لم يأت من فراغ انما هو تراكم ثقافي عبر الزمن ولّد لدينا هذا المجتمع المميز عن العالم , سواء كنت متقبل له او لم تكن متقبل له فمسأله التقبل مشكلتك الشخصية .. اما التعريف بوطنك وبلدك فأنها مسئولية على عاتقك .

4- دينك :

وفر جهد اقناعهم بان دينك هو الاصح بان تقدم لهم نموذج تصنعه من نفسك ومن اخلاقك ومن سلوكك , الى جانب انك أتيت لطلب العلم في المقام الأول فكما هو معروف الجدال في أمور الدين والسياسة لا ينتهي ابدا وسيفتح لديك أبواب لا تنتهي ولست مجبرا على الخوض فيها فيضيع هدفك الأول . اعط نقاط رئيسيه في حال سألوك بشكل مباشر واترك الباقي  لأجتهادهم فلا نجد في هذه الأيام صعوبة الوصول للمعلومات ابداً .

5- كن كألإسفنجة في امتصاص المفيد : تجد حولك الأفكار والجمال والإبداع والأبواب مفتوحة للتجربة وكسب الخبرات تقبلها وتشربها بكل ما اوتيت من طاقة .. ستعود إلى بلدك وستجده ارض خصبة لتقبل الابداع وستكون أول المبادرين في البناء في المجال الذي تجيد البناء فيه .

6- واخيراً سجل كل ما تشاهد وما يعجبك وانقله لاصدقائك وعائلتك ومن حولك .. اجعل الفائدة تصل إليهم لا تكن أناني وتستأثرها على نفسك .